في مشهد مؤثر يجسد عمق الانتماء وروح الوطنية، اجتمع شباب دوار أكديم التابع إدارياً لجماعة حصيا بإقليم تنغير، مفترشين الأرض ورمال البلدة الذهبية، بساحة المدشر إيمي نيغرم، لمتابعة المباراة النهائية لكأس العالم لأقل من 20 سنة بين المنتخب المغربي ونظيره الأرجنتيني.
ورغم بساطة الوسائل المتاحة، إلا أن الأجواء كانت كبيرة بحجم الحلم، إذ تحولت الشاشة الصغيرة إلى نافذة للأمل والفخر، وتحول المكان إلى مدرج شعبي ترددت فيه الهتافات والأغاني الوطنية، في لوحة جماعية عنوانها العشق الأبدي للوطن.
وما إن أعلن الحكم نهاية المباراة بتتويج المنتخب الوطني بطلاً للعالم في كرة القدم للشباب، حتى عمّت الفرحة المكان، وتعالت الزغاريد والهتافات التي امتزجت بدموع الفرح، في لحظة تاريخية ستظل راسخة في ذاكرة جيل آمن بقدراته وافتخر براية وطنه.
لقد أكد أشبال الأطلس خلال هذه البطولة علو كعبهم ومهاراتهم العالية، بقيادة مدرب وطني أبان عن حنكة تكتيكية ورؤية ميدانية متميزة، فكان التتويج ثمرة عمل جماعي متكامل، جمع بين الانضباط، والعزيمة، والروح الوطنية الصادقة.
إنه إنجاز يتجاوز المستطيل الأخضر، ويؤكد أن المغرب قادم بقوة في سماء الكرة العالمية، وأن حب الوطن قادر على أن يجمع القلوب في أي مكان، حول حلم واحد وهدف واحد: رفع راية المغرب عالياً بين الأمم.
